{ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون17 وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون 18 يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون19 ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون20 }
سبحوا الله تعالى ونزهوه ، وأجلوه عن كل نقص ومجدوه كلما أمسيتم ، وكلما أصبحتم ، فهو كإرشاده سبحانه : )وسبحوه بكرة وأصيلا( {[3298]} في البكور وفي الأصائل قدسوا ربكم المعبود بحق ، وطهروه عما لا يليق به عز وجل ، وأثنوا عليه واشكروا له مساء وصبحا كذلك ، فإنه المحمود في الأرض وفي السماء ، فإن ملأ السماء يسبحون بحمده ويقدسون له ، والذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم )تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم . . ( {[3299]} )ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض . . ( {[3300]} )تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده . . ( {[3301]} .
{ وعشيا } من الغروب إلى العتمة ، وما بعد زوال الشفق الأحمر من الأفق الغربي ، أو إلى طلوع الفجر ، وهكذا يفرق بينه وبين المساء بأن المساء يكون من بعد الظهر إلى غروب الشمس ، ونقلوا عن أمية بن أبي الصلت :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا *** بالخير صبحنا ربي ومسانا
{ وحين تظهرون } وقت الظهيرة ، حالة زوال الشمس عن كبد السماء ، { يخرج الحي من الميت } ربكم تقدس وتبارك يخرج النامي من الهامد ، والمتحرك من الجامد الخامد ، [ فمن ذلك إخراج النبات من الحب ، والدجاج من البيض والإنسان من النطفة . . والمؤمن من الكافر ]{[3302]} .
{ ويخرج الميت من الحي } وهو سبحانه بحكمته وقدرته قد يجعل الحي سببا يتولد عنه الميت ، أعم من أن تكون الحياة حسية أو معنوية ، فقد يلد المؤمن كافرا ، والنابه خاملا ، ونحن نشاهد أن الهشيم والحطام والحب يخرج من النبات الهائج الأخضر النضر ، { ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } وربنا الفعال لما يريد هو المبدئ المعيد ، ولقد أرانا من آثار إبداعه ، وعلمنا من محكم تنزيله ما يزيد اليقين في اقتدار مولانا الملك المتين ، )فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير( {[3303]} )ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير( {[3304]} )والذي نزل من السماء ماء فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون( {[3305]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.