غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ} (18)

1

{ وعشياً } صلاة العصر و{ يظهرون } صلاة الظهر أمر بالصلاة في أول النهار ووسطه وآخره ، وأمر بالصلاة أول الليل ووسطه وهو العشاء بقوله صلى الله عليه وسلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك وبتأخير العشاء إلى نصف الليل " ولم يأمر بالصلاة في آخر الليل لأن النوم فيه غالب وإنه منَّ على عباده بالاستراحة في الليل بالنوم في مواضع منها قوله { ومن آياته منامكم بالليل } [ الروم : 23 ] كما يجيء . روي عن الحسن أن الآية مدنية بناء على أنه كان يقول : فرضت الصلوات الخمس بالمدينة وكان الواجب بمكة ركعتين في غير وقت معلوم . وقول الأكثر إن الخمس فرضت بمكة . قوله { وعشياً } معطوف على { حين } وما بينهما وهو قوله { وله الحمد في السموات والأرض } اعتراض . قال جار الله : معناه إن على المميزين كلهم من أهل السموات والأرض أن يحمدوه قلت : فيه أيضا أن الله غني عن تسبيح المسبحين فلو لم يحمده حامد فله استئهال الحمد على الإطلاق ولو حمدوه لعاد نفعه إليهم . وقدم الإمساك لأن الظلمة عدمية والأصل في الأشياء العدم ، وقدم العشي على الظهيرة لأجل الفاصلة أو للتنبيه على فضيلة صلاة العصر ، ولعل في تقديم الاعتراض المذكور على العشي إشارة إلى هذا .

/خ32