الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُيُونٗا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ قَدۡ قُدِرَ} (12)

{ وَفَجَّرْنَا الأرض عُيُوناً } وجعلنا الأرض كلها كأنها عيون تتفجر ، وهو أبلغ من قولك : وفجرنا عيون الأرض ونظيره في النظم { واشتعل الرأس شَيْباً } [ مريم : 4 ] . { فَالْتَقَى الماء } يعني مياه السماء والأرض . وقرىء : «الماآن » ، أي : النوعان من الماء السماوي والأرضي . ونحوه قولك : عندي تمران ، تريد : ضربان من التمر : برني ومعقلي . قال :

لَنَا إبْلاَنِ فِيهِمَا مَا علمْتُمُ ***

وقرأ الحسن «الماوان » ، بقلب الهمزة واواً ، كقولهم : علباوان { على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } على حال قدرها الله كيف شاء . وقيل : على حال جاءت مقدّرة مستوية : وهي أن قدر ما أنزل من السماء كقدر ما أخرج من الأرض سواء بسواء . وقيل : على أمر قد قدر في اللوح أنه يكون ، وهو هلاك قوم نوح بالطوفان .