الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خُشَّعاً أبصارهم } حال من الخارجين فعل للأبصار وذكر ، كما تقول : يخشع أبصارهم . وقرى : «خاشعة » على : تخشع أبصارهم . وخشعاً ، على : يخشعن أبصارهم ، وهي لغة من يقول : أكلوني البراغيث ، وهم طيء . ويجوز أن يكون في { خُشَّعاً } ضميرهم ، وتقع { أبصارهم } بدلاً عنه . وقرىء «خشع أبصارهم » ، على الابتداء والخبر ، ومحل الجملة النصب على الحال . كقوله :

وَجَدْتُهُ حاضِرَاهُ الْجُودُ وَالْكَرَمُ ***

وخشوع الأبصار : كناية عن الذلة والانخزال ، لأن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في عيونهما . وقرىء : «يخرجون من الأجداث » من القبور { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } الجراد مثل في الكثرة والتموّج . يقال في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض : جاءوا كالجراد ، وكالدبا منتشر في كل مكان لكثرته .