تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُيُونٗا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ قَدۡ قُدِرَ} (12)

الآية 12 [ بقوله تعالى ]{[20166]} : { وفجّرنا الأرض عيونا } أي أنبعنا الماء من الأرض ، كأنه قال : [ أنزلنا الماء ]{[20167]} من فوق ، وأنبعنا من أسفل .

ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { ففتحنا أبواب السماء } هو حقيقة فتح السماء وإنزال الماء منها ، والله تعالى قادر أن يرسل الماء مما{[20168]} يشاء ، وكيف [ يشاء ]{[20169]} والله أعلم .

وقوله تعالى : { بماء منهمِر } قيل : مُنصَبّ . وقال أبو عبيد : { منهمر } أي كثير سريع الانصباب ؛ يقال : هَمَر الرجل إذا أكثر من الكلام ، فأسرع . وقال أبو عوسجة : انهمرت السماء ، وهمرت /539-ب/ أي مَطَرت ، فأكثرت .

وقوله تعالى : { فألقى الماء على أمر قد قُدر } يذكر أن الماءين جميعا : ما أُرسل من فوق{[20170]} ، وما أُخرج من تحت على تقدير وتدبير لا جُزافًا ، وهو كقوله تعالى : { ثم جئت على قَدَرٍ يا موسى } [ طه : 40 ] أي على قدر وتدبير من الله تعالى لك في ذلك لا على تقدير منه .

وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه فألقى على أمر قد قُدر .

وقال بعضهم : { على أمر قد قُدِر } أي قد قُدِر لهم أن يغرقوا بالماء إذ كفروا . وقال بعضهم : { قد قُدر } أي استوى الماء : نصفه من عيون الأرض ، ونصفه من السماء . وأصله ما ذكرنا ، والله أعلم .


[20166]:ساقطة من الأصل وم.
[20167]:من م، ساقطة من الأصل.
[20168]:في الأصل وم: ممن.
[20169]:ساقطة من الأصل وم.
[20170]:في الأصل وم: الفوق.