فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُيُونٗا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ قَدۡ قُدِرَ} (12)

{ وفجرنا الأرض عيونا } أي جعلنا الأرض كلها عيونا متفجرة ، وهو أبلغ من قولك : فجرنا عيون الأرض ، قرأ الجمهور : فجرنا بالتشديد ، وقرئ بالتخفيف ، قال عبيد بن عمير : أوحى الله إلى الأرض أن تخرج ماءها فتفجرت بالعيون وسالت بالمياه { فالتقى الماء على أمر قد قدر } وقرئ الماءان وقرأ علي ومحمد بن كعب : الماوان أي التقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قضى عليهم ، أي كائنا على حال قدرها الله ، وقضى بها في اللوح المحفوظ أنه يكون ، وهو هلاك قوم نوح بالطوفان ، قيل : كان ماء السماء أكثر وقيل : بالعكس .

وحكى بن قتيبة أن المعنى على مقدار لم يزد أحدهما على الآخر بل كان ماء السماء وماء الأرض على سواء ، قدر لهم إذ كفروا أن يغرقوا ، قال ابن عباس : لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ، ولا بعده إلا من السحاب ، وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم ، فالتقى الماءان .