الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

{ السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } وصف لليوم بالشدّة أيضاً . وأنّ السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه ، فما ظنك بغيرها من الخلائق . وقرىء : «منفطر ومتفطر » والمعنى : ذات انفطار . أو على تأويل السماء بالسقف أو على تأويل السماء شىء منفطر والباء في { بِهِ } مثلها في قولك : فطرت العود بالقدوم فانفطر به ، يعني : أنها تنفطر بشدة ذلك اليوم وَهَوْله كما ينفطر الشيء بما يفطر به . ويجوز أن يراد السماء مثقلة به إثقالاً يؤدّي إلى انفطارها لعظمه عليها وخشيتها من وقوعه ، كقوله : { ثَقُلَتْ فِى السموات والأرض } [ الأعراف : 187 ] ، { وَعْدَهُ } من إضافة المصدر إلى المفعول ، والضمير لليوم . ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل وهو الله عز وعلا ، ولم يجر له ذكر لكونه معلوماً .