الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا} (7)

{ سَبْحاً } تصرفاً وتقلباً في مهماتك وشواغلك ، ولا تفرغ إلا بالليل ؛ فعليك بمناجاة الله التي تقتضي فراغ البال وانتفاء الشواغل . وأما القراءة بالخاء فاستعارة من سبخ الصوف ، وهو نفشه ونشر أجزائه ؛ لانتشار الهم وتفرّق القلب بالشواغل ، كلفه قيام الليل ، ثم ذكر الحكمة فيما كلفه منه : وهو أن الليل أعون على المواطأة وأشد للقراءة ، لهدوّ الرجل وخفوت الصوت ، وأنه أجمع للقلب وأضم لنشر الهم من النهار ؛ لأنه وقت تفرق الهموم وتوزع الخواطر والتقلب في حوائج المعاش والمعاد . وقيل : فراغاً وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك وقيل : إن فاتك من الليل شيء فلك في النهار فراغ تقدر على تداركه فيه .