الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا} (6)

فإن قلت : كيف اتصل به قوله : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مهادا ( 6 ) } قلت : لما أنكروا البعث قيل لهم : ألم يخلق من يضاف إليه البعث هذه الخلائق العجيبة الدالة على كمال القدرة ، فما وجه إنكار قدرته على البعث ، وما هو إلا اختراع كهذه الاختراعات أو قيل لهم : ألم يفعل هذه الأفعال المتكاثرة . والحكيم لا يفعل فعلا عبثاً ، وما تنكرونه من البعث والجزاء مؤدّ إلى أنه عابث في كل ما فعل { مهادا } فراشاً . وقرىء «مهداً » ومعناه : أنها لهم كالمهد للصبي : وهو ما يمهد له فينوّم عليه ، تسمية للممهود بالمصدر ، كضرب الأمير . أو وصفت بالمصدر . أو بمعنى : ذات مهد .