فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا} (6)

ثم ذكر سبحانه بديع صنعه وعظيم قدرته ليعرفوا توحيده ويؤمنوا بما جاء به رسوله فقال : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مهادا * والجبال أَوْتَاداً } أي قدرتنا على هذه الأمور المذكورة أعظم من قدرتنا على الإعادة بالبعث ، والمهاد الوطاء والفراش كما في قوله : { الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض فِرَاشاً } [ البقرة : 22 ] قرأ الجمهور ( مِهَاداً ) وقرأ مجاهد وعيسى وبعض الكوفيين : ( مَهْداً ) والمعنى : أنها كالمهد للصبيّ وهو ما يمهد له فينوّم عليه .

/خ30