الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا} (6)

قوله : { مِهَاداً } : مفعولٌ ثانٍ لأنَّ الجَعْلَ بمعنى التصييرِ . ويجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى الخَلْق ، فيكونَ " مِهادا " حالاً مقدرة ، و " أوتاداً " كذلك ولا بُدَّ مِنْ تأويلِها بمشتق أيضاً ، أي : مُثَبَّتاتٍ . وأمَّا " سُباتاً " فالظاهر كونُه مفعولاً ثانياً . و " لباساً " فيه استعارةٌ حسنةٌ وعليه قولُه :

وكم لِظَلامِ الليلِ عندك مِنْ يدٍ *** تُخَبِّرُ أنَّ المانَوِيَّةَ تَكْذِبُ

وقرأ العامَّةُ " مِهاداً " ، ومجاهد وعيسى وبعضُ الكوفيين " مَهْداً " وقد تقدَّم هاتان القراءتان في سورة طه ، وأنَّ الكوفيين قَرؤوا " مَهْداً " في طه والزخرف فقط . وتقدَّم الفرقُ بينهما ثَمَّةَ .