الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ} (59)

{ سَبَقُواْ } أفلتوا وفاتوا من أن يظفر بهم { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } إنهم لا يفوتون ولا يجدون طالبهم عاجزاً عن إدراكهم وقرىء : أنهم بالفتح بمعنى : لأنهم ، كل واحدة من المكسورة والمفتوحة تعليل إلاَّ أنَّ المكسورة على طريقة الاستئناف والمفتوحة تعليل صريح وقرىء : «يعجزون » بالتشديد وقرأ ابن محيضن : «يعجزون » ، بكسر النون وقرأ الأعمش «ولا تحسبِ الذين كفروا » بكسر الباء وبفتحها على حذف النون الخفيفة وقرأ حمزة : «ولا يحسبن » بالياء على أن الفعل للذين كفروا وقيل فيه : أصله أن سبقوا ، فحذفت أن ، كقوله : { وَمِنْ ءاياته يُرِيكُمُ البرق } [ الروم : 24 ] واستدل عليه بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه : «أنهم سبقوا » . وقيل : وقع الفعل على أنهم لا يعجزون ، على أن «لا » صلة ، وسبقوا في محل الحال ، بمعنى سابقين أي مفلتين هاربين . وقيل معناه : ولا يحسبنهم الذين كفروا سبقوا ، فحذف الضمير لكونه مفهوماً . وقيل : ولا يحسبن قبيل المؤمنين الذين كفروا سبقوا . وهذه الأقاويل كلها متمحلة ، وليست هذه القراءة التي تفرد بها حمزة بنيرة . وعن الزهري أنها نزلت فيمن أفلت من فل المشركين .