قوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ } قرأ ابن عامر ويزيد وحمزة وحفص بالياء التحتية . وقرأ الباقون بالمثناة من فوق . فعلى القراءة الأولى يكون الذين كفروا فاعل الحسبان ، ويكون مفعوله الأوّل محذوفاً ، أي لا يحسبنّ الذين كفروا أنفسهم ، ومفعوله الثاني سبقوا ومعناه : فاتوا وأفلتوا من أن يظفر بهم . وعلى القراءة الثانية يكون الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومفعوله الأول الذين كفروا ، والثاني سبقوا ، وقرئ { إِنهَّم سَبَقُوا } وقرئ «يحسبن » بكسر الياء ، وجملة { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } تعليل لما قبلها : أي إنهم لا يفوتون ولا يجدون طالبهم عاجزاً عن إدراكهم . وقرأ ابن عامر " أنهم " بفتح الهمزة ، والباقون بكسرها ، وكلا القراءتين مفيدة لكون الجملة تعليلية . وقيل المراد بهذه الآية : من أفلت من وقعة بدر من المشركين . والمعنى : أنهم وإن أفلتوا من هذه الوقعة ونجوا فإنهم لا يعجزون ، بل هم واقعون في عذاب الله في الدنيا أو في الآخرة . وقد زعم جماعة من النحويين منهم أبو حاتم ، أن قراءة من قرأ " يحسبنّ " بالتحتية لحن ، لا تحلّ القراءة بها ، لأنه لم يأت ليحسبنّ بمفعول ، وهو يحتاج إلى مفعولين . قال النحاس : وهذا تحامل شديد . ومعنى هذه القراءة : ولا يحسبنّ من خلفهم الذين كفروا سبقوا ، فيكون الضمير يعود على ما تقدّم إلا أن القراءة بالتاء أبين . وقال المهدوي : يجوز على هذه القراءة أن يكون الذين كفروا فاعلاً ، والمفعول الأوّل محذوف . والمعنى ولا يحسبنّ الذين كفروا أنفسهم سبقوا . قال مكي : ويجوز أن يضمر مع سبقوا «أن » فتسدّ مسد المفعولين ، والتقدير : ولا يحسبنّ الذين كفروا أن سبقوا ، فهو مثل : { أَحَسِبَ الناس أَن يُتْرَكُواْ } في سدّ أن مسدّ المفعولين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.