غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ} (59)

50

ثم بيّن حال من فاته في يوم بدر ولم يتمكن من التشفي منه والانتقام كيلا يبقى حسرة في قلبه فقد كان فيهم من بلغ في أذيته مبلغاً عظيماً فقال { ولا يحسبن } من قرأ بتاء الخطاب فمفعوله الأول { الذين كفروا } وثانيه { سبقوا } أي فاتوا وأفلتوا من أن يظفر بهم { إنهم لا يعجزون } كل من المكسورة والمفتوحة تعليل له إلا أن المكسورة على طريقة الاستئناف كأن سائلاً سأل ما لهم لا يحسبون سابقين ؟ فأجيب بما أجيب . والمفتوحة تعليل صريح والجار محذوف أي لأنهم يعجزون الله من الانتقام منهم ولا يجدون طالبهم عاجزاً عن إدراكهم . أو عجزت فلاناً وعجزته جعلته أو وجدته عاجزاً . والمراد لا تحسبنهم أنهم لما تخلصوا من الأسر والقتل يوم بدر فقد تخلصوا من العقاب عاجلاً أم آجلاً . ومن قرأ بالياء التحتانية تذكر فيه وجوهاً منها «أن » فاعله { الذين كفروا } ومفعولاه { سبقوا } على أن الأصل أن سبقوا فحذفت «أن » كقوله { ومن آياته يريكم البرق } ويؤيده قراءة ابن مسعود أنهم سبقوا . ومنها أن الفعل وقع على أنهم لا يعجزون على أن لا صلة وسبقوا في موضع الحال . ومنها أن المفعول الأول محذوف للعلم به والتقدير لا يحسبنهم أو لا يحسبن أنفسهم الذين كفروا وسبقوا . ومنها أن فاعله محذوف أي لا يحسبن قبيل المؤمنين الذين كفروا سبقوا .