الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (46)

{ وَلاَ تنازعوا } قرىء بتشديد التاء { فَتَفْشَلُواْ } منصوب بإضمار أن ، أو مجزوم لدخوله في حكم النهي ، وتدل على التقديرين قراءة من قرأ : «وتذهب ريحكم » بالتاء والنصب وقراءة من قرأ : «ويذهب ريحكم » بالياء والجزم والريح : الدولة ، شبهت في نفوذ أمرها وتمشيه بالريح وهبوبها ، فقيل : هبت رياح فلان إذا دالت له الدولة ونفذ أمره . ومنه قوله :

يَا صَاحِبَيَّ ألاَ لاَحَيَّ بِالْوَادِي *** إلاّ عبِيدٌ قُعُودٌ بَيْنَ أذوَاد

أتُنْظِرَانِ قَلِيلاً رَيْثَ غَفَلَتِهِم *** أمْ تَعْدُوَانِ فَإِنَّ الرِّيحَ لِلْعَادِي

وقيل : لم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله تعالى . وفي الحديث : " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " .