تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَأَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ يَزِيدُونَ} (147)

قال الله- عز وجل- : { وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون } : يريد أكثر من مائة ألف ، الله أعلم الأكثرين منهم .

{ أو يزيدون } أي : بل يزيدون ، قال محمد : قيل : معنى : ويزيدون ، الألف صلة زائدة .

قال يحيى : وبلغنا أنهم كانوا عشرين ومائة ألف ، فعلم عند ذلك أنه قد ابتلي فانطلق ، فإذا هو بذود من غنم فقال للراعي : اسقني لبنا ، فقال : ليس ها هنا شاة لها لبن ، فأخذ شاة منها ، فمسح بيده على ضرعها فدرت فشرب من لبنها ؛ فقال له الراعي : من أنت يا عبد الله ؟ ! قال : أنا يونس ؛ فانطلق الراعي إلى قومه فبشرهم به فأخذوه وجاءوا معه إلى موضع الغنم ، فلم يجدوا يونس ؛ فقالوا : إنا شرطنا ألا يكذب أحد إلا قطعنا لسانه ؛ فتكلمت الشاة بإذن الله ؛ فقالت : قد شرب من لبني . وقالت شجرة -كان استظل تحتها- : قد استظل بظلي . فطلبوه فأصابوه فرجع إليهم ، فكان فيهم حتى قبضه الله ، وكانوا بمدينة يقال لها نينوى ، من أرض الموصل ، وهي على دجلة .

قوله : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } : قال الحسن : فأعاد الله له الرسالة .