اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ يَزِيدُونَ} (147)

قوله : { وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } : يحتمل أن يكون المراد : «وَأرْسَلْنَاهُ قبل مُلْتَقَمِهِ » ؛ وعلى هذا فالإرسال وإن ذكر بعد الالتقام فالمراد به التقديم . والواو معناها الجمع ، ويحتمل أن يكون المراد به الإرسال بعد الالتقام ، قال ابن عباس : كان إرسال يونسَ بعدما نبذه الحوت وعلى هذا التقدير يجوز أنه أرسل إلى قوم آخرينَ سوى القوم الأُوَل ويجوز أن يكون أرسل إلى الأولين بشريعة فآمنوا بها .

قوله : { أَوْ يَزِيدُونَ } : في «أو » هذه سبعة أوجه تقدم تحقيقها أول البقرة عند قوله تعالى : { أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السمآء } [ البقرة : 19 ] فالشك بالنسبة إلى المخاطبين أي أن الرَّائِي يشك عند رؤيتهم ، والإبهام بالنسبة إلى الله تعالى أبهم أمرهم ، والإباحة أي أن الناظر إليهم يباح له أن يحذرهم بهذا القدر أو بهذا القدر ، وكذا التخيير أي هو مخير بين أن يحذرهم كذا أو كذا ، والإضراب ومعنى الواو واضحان .