تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (15)

{ ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا }{[1258]} يعني : برا { حملته أمه كرها ووضعته كرها } حملته بمشقة ، ووضعته بمشقة { وحمله } في البطن { وفصاله } فطامه { ثلاثون شهرا } . قال محمد : { إحسانا } نصب على المصدر ، المعنى : أمرناه بأن يحسن إليهما إحسانا . و{ كرها } منصوب بمعنى : حملته أمه على مشقة ، ووضعته على مشقة .

{ حتى إذا بلغ أشده } يعني : احتلم ، وبعضهم يقول : عشرين سنة . قال محمد : وجاء في الأشد ها هنا أنه بضع وثلاثون سنة ، وهو الأكثر . قوله : { وبلغ أربعين سنة } أي : في سنه { قال رب أوزعني } يعني : ألهمني { أن أشكر نعمتك } الآية .


[1258]:هي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، وقرأ الباقون (إحسانا) وانظر: السبعة (596) ومعاني القراء (3/52)، والأزهري (447).