المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (15)

تفسير الألفاظ :

{ حملته أمه كرها } أي ذات كره أو حملا ذا كره . والكره المشقة . وقرئ كرها بالفتح وهما لغتان ، كالفقر والفقر ، وقيل المضموم اسم والمفتوح مصدر . { وفصاله } أي فطامه . { بلغ أشده } أي بلغ غاية نموه . والأشد مفرد جاء على وزن الجمع . { أوزعني } أي ألهمني . وأوزعته بكذا ، أولعته به ، والوزوع هو الولوع بالشيء . { نعمتك } أي نعمة الدين أو ما يعمها وغيرها .

تفسير المعاني :

ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ، حملته أمه وهي ذات مشقة ووضعته كذلك ، وحمل الولد وفطامه ثلاثون شهرا ، حتى إذا بلغ غاية نموه وأدرك الأربعين قال : رب ألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ، وأن أعمل صالحا تقبله مني ، واجعل الصلاح ساريا في ذريتي راسخا فيهم ، إني رجعت إليك وإني من المسلمين . " نزلت هذه الآية في أبي بكر ولم يكن أحد أسلم أبوه وأمه سواه " .