تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ} (20)

{ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى } أقل { من ثلثي الليل } إلى قوله { علم أن لن تحصوه }[ أي لن تطيقوا قيام ]{[1461]} الليل { فتاب عليكم } تفسير قتادة : كان الفرض قيام الليل في أول هذه السورة { يا أيها المزمل( 1 ) قم الليل إلا قليلا( 2 ) نصفه أو انقص منه قليلا( 3 ) أو زد عليه } فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم ؛ وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا{[1462]} ثم أنزل { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه } وبعضهم يقرؤها { وثلثه } إلى قوله : { فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } فريضتان واجبتان ، فصار قيام الليل تطوعا { وأقرضوا الله قرضا حسنا } تفسير الحسن : هذا في التطوع { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا } . قال محمد : المعنى : تجدوه خيرا لكم من متاع الدنيا ، ودخلت ( هو ) فصلا{[1463]} .

{ وأعظم أجرا } أي : يثيبكم عليه الجنة { واستغفروا الله إن الله غفور رحيم( 20 ) } لمن آمن .


[1461]:ما بين المعكوفين بياض في الأصل، أثبتناه من تفسير القرطبي (10/6844).
[1462]:أخرجه الطبري في تفسيره (12/294-295)-ح(35303).
[1463]:انظر الدر المصون (6/410).