تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا} (83)

{ ويسألونك } يا محمد اليهود { عن ذي القرنين } هو الاسكندر الذي ملك الدنيا ، قيل : ملكها مؤمنان ذي القرنين وسليمان بن داوود ، وكافران نمرود بن كنعان وبخت نصر ، قيل : إن ذو القرنين كان عبداً صالحاً ملكه الله الأرض وأعطاه العلم والحكمة وألبسه وسخّر له النور والظلمة ، فإذا سار يهديه النور من أمامه وتحفظه الظلمة من خلفه ، وقيل : كان نبياً ، وقيل : ملكاً صالحاً ، وعن علي ( عليه السلام ) : " إنه سخّر له السحاب ومدَّ له الأسباب وبسط له النور " وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنه سمّي ذو القرنين لأنه طاف قرني الدنيا " ، يعني جانبيها شرقها وغربها ، وقيل : كان له قرنان ، وقيل : انقرض في وقته قرنان من الناس ، ومتى قيل : لِمَ لم يقص كل أخبار ذي القرنين ؟ قالوا : لا يمتنع أن يكون المذكور في كتبهم ذلك القدر فخبر بذلك ليكون أقوى في الدلالة ولا يمتنع أن يكون الصلاح في تعريفهم هذا القدر دون غيره ، والزيادة