الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا} (83)

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً } ، اختلفوا في نبوّته فقال بعضهم : كان نبياً . وقال الآخرون : كان ملكاً عادلاً صالحاً . [ أخبرنا أبو منصور الحمشادي : أبو عبد الله محمد بن يوسف عن ] وكيع عن العلاء بن عبد الكريم قال : سمعت مجاهداً يقول : ملك الأرض أربعة : مؤمنان ، وكافران . فأما المؤنان فسليمان وذو القرنين ، وأما الكافران فنمرود وبخت نصّر .

واختلفوا في سبب تسميته بذي القرنين ، فقال بعضهم : سُمي بذلك ، لأنه ملك الروم وفارس . وقيل : لأنه كان في رأسه شبه القرنين . وقيل : لأنه رأى في منامه كأنه أخذ بقرني الشمس فكان تأويل رؤياه أنه طاف الشرق والغرب . وقيل : لأنه دعا قومه إلى التوحيد فضربوه على قرنه الأيمن ثمّ دعاهم إلى التوحيد فضربوه على قرنه الأيسر . وقيل : لأنه كان له ذؤابتان حسناوان ، والذؤابة تسمى قرناً . وقيل : لأنه كريم الطرفين من أهل بيت شرف من قبل أبيه وأمه . وقيل : لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس ، وهو حي . وقيل : لأنه إذا كان حارب قاتل بيده وركابه جميعاً . وقيل : لأنه أُعطي علم الظاهر الباطن . وقيل : لأنه دخل النور والظلمة .