ثم ذكر تعالى ما جرى لسليمان مع الهدهد فقال سبحانه : { وتفقّد الطير } أي طلبها وبحث منها { فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين } وذكر في قصة الهدهد أن سليمان حين تمّ له بناء بيت المقدس تجهز للحج بحشره ، فوافى الحرم وأقام به ما شاء الله وكان يقرّب كل يوم طول مقامه بخمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف بقرة وعشرين ألف شاة ، ثم عزم على المسير إلى اليمن ، فخرج من مكة صباحاً ، فوافى صنعاء عند الزوال ، فرأى أرضاً حسناء أعجبه خضرتها ، فنزل يتعبد ويصلي فلم يجد الماء ، وكان يرى من تحت الأرض كما يرى الماء في الزجاج ، فتجيء الشياطين فيسلخونها كما يسلخ الإِهاب ، وتفقد الطير لذلك ، وحين نزل سليمان حلّق الهدهد فرأى هدهداً رافعاً فانحط إليه ، فوصف له ملك سليمان وما سخّر له من كل شيء ، وذكر له صاحبه ملك بلقيس وأن تحت يدها اثني عشر ألف قائد تحت يد كل قائد مائة ألف ، وذهب معه لينظر فما رجع إلا بعد العصر ، فذكر أنه وقعت نفحة من الشمس على رأس سليمان فنظر فإذا موضع الهدهد خالياً ، فدعا عفريت الطير وهو النسر فسأله عنه فلم يجد عنده علمه ، ثم قال لسيّد الطير وهو العقاب عليَّ به ، فارتفعت فنظرت فإذا هو مقبل فقصدته ، فناشدها بالله وقال : سألتك بالله الذي قواك وأقدرك عليَّ ألا رحمتني ، فتركته وقالت : ثكلتك أمك ان نبي الله قد حلف ليعذبنك ، قال : وما استثنى ؟ قالت : بلى ، أو ليأتيني بعذر بيّن ، فلما قرب من سليمان أرخى ذنبه وجناحه مكرها على الأرض تواضعاً له ، فلما دنا منه أخذ برأسه فمده إليه فقال : يا نبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله ، فارتعد سليمان وعفى عنه ، قيل : كان يعذب سليمان الطير أن ينتف ريشه ويشمسه ، وقيل : يلقيه في واد النمل ، وقيل : بل يفرق بينه وبين الفه { أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.