فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (21)

{ لأعَذّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ } . اختلفوا في هذا العذاب الشديد ما هو ؟ فقال مجاهد وابن جريج : هو أن ينتف ريشه جميعاً . وقال يزيد بن رومان : هو أن ينتف ريش جناحيه . وقيل هو أن يحبسه مع أضداده ، وقيل أن يمنعه من خدمته ، وفي هذا دليل على أن العقوبة على قدر الذنب لا على قدر الجسد . وقوله { عَذَاباً } اسم مصدر على حذف الزوائد كقوله : { أَنبَتَكُمْ مّنَ الأرض نَبَاتاً } [ نوح : 17 ] . { أَوْ لَيَأْتِيَنّى بسلطان مُّبِينٍ } قرأ ابن كثير وحده بنون التأكيد المشدّدة بعدها نون الوقاية ، وقرأ الباقون بنون مشدّدة فقط ، وهي نون التوكيد ، وقرأ عيسى بن عمر بنون مشدّدة مفتوحة غير موصولة بالياء ، والسلطان المبين هو الحجة البينة في غيبته .

/خ26