في هذه الآية دليل على مقدار الجُرْمِ ، وأنه لا عِبْرَةَ بصغر الجثة وعِظَمِها . وفيه دليل على أن الطير في زمانه كانت في جملة التكليف ، ولا يبعد الآن أن يكون عليها شَرْعٌ ، وأَنَّ لهم من الله إلهاماً وإعلاماً ؛ وإِن كان لا يُعْرَفُ ذلك على وجه القَطْع .
وتعيين ذلك العذاب الشديدِ غيرُ ممكنٍ قطعاً ، إلا تجويزاً واحتمالاً .
وعلى هذه الطريقة يَحْتَمِلُ كلَّ ما قيل فيه .
ويمكن أن يقال فإن وُجِدَ في شيءٍ نَقْلٌ فهو مُتَّبَعٌ .
وقد قيل هو نَتْفُ ريشُه وإلقاؤه في الشمس .
والأَولى في هذا أن يقال من العذاب الشديد كيت وكيت ، وألا يُقْطَعَ بشيءٍ دون غيره على وجه القطع .
فَمِنَ العذاب الشديد أن يُمْنَعَ حلاوة الخدمة فيجد أَلَمَ المشقة . ومن ذلك أن يقطع عنه حُسْنُ التولي لشأْنه ويوكَلَ إلى حَوْلِهِ ونَفْسِه ، ومن ذلك أن يُمْتَحَنَ بالحِرْصِ في الطلب ثم يحال بينه وبين مقصوده ومطلوبه . ومن العذاب الشديد الطمع في اسم العذر ثم لا يرتفع ومن ذلك سَلْبُ القناعة . ومنه عَدَمُ الرضا بما يجري . ومن ذلك توهم الحدثان وحسبان شيءٍ من الخَلْق .
ومن ذلك الحاجة إلى الأَخٍسَّةِ من الناس . ومن ذلك ذُلُّ السؤال مع الغفلة عن شهود التقدير . ومن ذلك صحبة الأضداد والابتلاء بمعاشرتهم . ومن ذلك ضعف اليقين وقلة الصبر . ومن ذلك التباس طريق الرُّشد . ومنه حسبان الباطل بصفة الحق . والتباس الحقِّ في صورة الباطل . ومنه أن يطالب بما لا تتسع له ذات يده . ومنه الفقر في الغُرْبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.