الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (21)

ثم قال : { لأعذبنه عذابا شديدا }[ 21 ] ، في الكلام اختصار وحذف ، والتقدير : فقيل له غاب ، فقال : { لأعذبنه عذابا شديدا }[ 21 ] ، أي لأنتفن ريشه ، وأشتمه . قاله{[52034]} ابن عباس{[52035]} .

{ أو لياتيني بسلطان مبين } أي بحجة ظاهرة يقوم له بها عذر في غيبته عني .

قوله : { أو لياتيني } ليس هو بجواب{[52036]} قسم لسليمان{[52037]} . مثل{[52038]} أو{[52039]} ( لأعذبنه أو لأذبحنه ) هذا جواب قسم لسليمان وليس { أو لياتيني } بجواب قسم له{[52040]} ، لأنه لم يقسم على أن يأتيه بحجة تدفع عنه العذاب ، لكنه جرى على لفظ ما قبله من قوله : { لأعذبنه } أو { لأذبحنه } على باب المجازات لا أنه{[52041]} مثله .

ومثله{[52042]} قوله : { ولو شاء الله لسلطهم عليكم }{[52043]} فهذا جواب قسم ثم قال : { فلقاتلوكم } فليس هذا بجواب قسم ولكن دخلت اللام على طريق المجازات ، { لسلطهم } لا على الجواب .


[52034]:ز: قال.
[52035]:ابن جرير19/145، وابن كثير 5/229، والدر 19/349.
[52036]:عده الدرويش عطفا. انظر: إعراب القرآن 7/191.
[52037]:ز: سليمان.
[52038]:"مثل" سقطت من ز.
[52039]:"أو" سقطت من ز.
[52040]:"له" سقطت من ز.
[52041]:ز: لأنه.
[52042]:"ومثله" سقطت من ز.
[52043]:النساء: آية 90.