غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (21)

15

وقد مر في الوقوف قوله { لأعذبنه } لا شك أن تعذيبه إنما يكون بما يحتمله حاله . فقيل : أراد أن ينتف ريشه ويشمسه وكان هذا عذابه للطير . وقيل : كان يطلي بالقطران ويشمس . وقيل : هو أن يلقيه للنمل لتأكله . وقيل : إيداعه القفص . وقيل : التفريق بينه وبين إلفه . وقيل : أراد لألزمنه صحبة الأضداد كما قيل : أضيق السجون مجالسة الأضداد . وقيل : لألزمنه خدمة أقرانه . ولعل تعذيب الهدهد وذبحه في عصره جائز لمصلحة السياسة كما أباح لنا ذبح كل مأكول لحمه لمصلحة التغذي . وحاصل القسم يرجع إلى قوله ليكونن أحد هذه الأمور الثلاثة : التعذيب أو الذبح أو الإتيان بعذر بين وحجة واضحة . ويحتمل أن يكون قد عرف إتيانه بالعذر بطريق الوحي فلذلك أدرجه في سلك ما هو قادر على فعله فأقسم عليه .

/خ44