الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (21)

قوله : { عَذَاباً } : أي : تَعْذِيباً ، فهو اسمُ مصدرٍ أو مصدرٌ على حَذْفِ الزوائد ك { أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً } [ نوح : 17 ] . وقد كتبوا " أو لأَاذْبَحَنَّه " بزيادةِ ألفٍ بين لامِ ألفٍ والذال . ولا يجوز أن يُقرأ بها . وهذا كما تقدم أنهم كتبوا " ولأَاوْضَعوا خلالَكم " بزيادة ألف بين لام ألف والواو .

قوله : { أَوْ لَيَأْتِيَنِّي } قرأ ابنُ كثيرٍ بنون التوكيد المشددة ، بعدها نونُ الوقايةِ . وهذا هو الأصلُ واتَّبع مع ذلك رَسْمَ مصحفِه . والباقون بنونٍ مشدَّدَةٍ فقط . الأظهرُ أنها نونُ التوكيدِ الشديدةِ ، تُوُصِّل بكسرِها لياءِ المتكلم . وقيل بل هي نونُ التوكيدِ الخفيفةِ أُدْغِمَتْ في نونِ الوقايةِ . وليس بشيءٍ لمخالَفَةِ الفعلين قبلَه . وعيسى بن عمر بنونٍ مشددةٍ مفتوحة لم يَصِلْها بالياء .