اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥ مِن رَّحۡمَتِنَآ أَخَاهُ هَٰرُونَ نَبِيّٗا} (53)

قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ } : في " مِنْ " هذه وجهان :

أحدهما : أنها تعليليةٌ ، أي : من أجل رحمتنا ، و " أخَاهُ " على هذا مفعولٌ به ، و " هارُون " بدلٌ ، أو عطف بيانٍ ، أو منصوبٌ بإضمار أعني ، و " نبيًّا " حالٌ .

والثاني : أنها تبعيضيةٌ ، أي : بعض رحمتنا ، قال الزمخشريُّ : " وأخاه " على هذا بدلٌ ، و " هَارُون " عطف بيان . قال أبو حيان : " الظاهرُ أنَّ " أخَاهُ " مفعولُ " وَهَبْنَا " ولا ترادفُ " مِنْ " فتبدل " أخاه " منها " .

فصل في نبوة هارون

قال ابن عبَّاس رضي الله عنه : كان هارونُ أكبر من موسى -صلوات الله عليه- وإنما وهب الله تعالى له نُبُوَّته ، لا شخصه وأخُوّته ، وذلك إجابة لدعائه في قوله : { واجعل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشدد بِهِ أَزْرِي }

[ طه : 29- 31 ] فأجابه الله تعالى بقوله : { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا موسى } [ طه : 36 ] وقوله : { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ }{[21658]} [ القصص : 35 ] .


[21658]:ذكره الرازي في "تفسيره" (21/198) عن ابن عباس.