قوله تعالى{[21675]} : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } الآية{[21676]} .
لما وصف الأنبياء{[21677]} بالمدح ترغيباً لنا في{[21678]} التأسي بهم ذرك بعدهم من بالضد منهم ، فقال : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ }{[21679]} أي من بعد هؤلاء الأنبياء " خَلْفٌ " من أولادهم ، يقال : خلفه إذا عقبه خلف سوء -بإسكان اللام- والخَلَف- بفتح اللام -الصالح{[21680]} ، كما قالوا : وعد في ضمان الخير ، ووعيد في ضمان الشر{[21681]} ، وفي الحديث : " في الله خلفٌ من كل هالك " {[21682]} وفي الشعر :
ذَهَبَ الذِينَ يُعَاشُ في أكْنَافِهِمْ *** وبَقيتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأجْرَبِ{[21683]}
قال{[21684]} السديُّ{[21685]} : أراد بهم اليهود ومن لحق بهم{[21686]} . وقال مجاهد{[21687]} وقتادة{[21688]} : هم{[21689]} في هذه الأمة{[21690]} . " أضاعُوا الصَّلاة " تركوا الصلاة المفروضة . وقال ابن مسعود{[21691]} وإبراهيم{[21692]} : أخروها عن وقتها . وقال سعيد بن المسيب{[21693]} : هو أن لا{[21694]} يصلي الظهر حتى يأتي العصر ، ولا يصلي العصر حتى تغرب الشمس{[21695]} . " واتَّبعُوا الشَّهواتِ " قال ابن عباس{[21696]} : هم اليهود تركوا الصلاة وشربوا الخمور ، واستحلوا نكاح الأخت من الأب{[21697]} . وقال مجاهد : هؤلاء قوم يظهرون في آخر الزمان ينزو{[21698]} بعضهم على بعض في الأسواق والأزقة{[21699]} . " فَسَوْفَ يقَوْنَ غيًّا " قال{[21700]} وهب{[21701]} وابن عباس وعطاء{[21702]} وكعب{[21703]} : هو وادٍ في جهنم بعيد قعره .
وقال أبو أمامة{[21704]} : مجازاة الآثام . وقال الضحاك{[21705]} : " غَيًّا " : خسراناً . وقيل : هلاكاً وقيل : عذاباً{[21706]} ، ونقل الأخفش{[21707]} أنه قرئ " يُلَقَّوْنَ " بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف{[21708]} من لقَّاه مضاعفاً . وقوله : { يَلْقَوْنَ } ليس معناه " يرون " فقط بل معناه الاجتماع والملابسة مع الرؤية{[21709]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.