قوله : { رَّبُّ السماوات }{[21868]} فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه بدل من " ربُّكَ " {[21869]} .
الثاني : أنه خبر مبتدأ مضمر ، أي : هُو ربُّ{[21870]} .
الثالث : كونه مبتدأ والخبر الجملة الأمرية بعده . وهذا ماشٍ رأي الأخفش ، إذ{[21871]} يجوِّز زيادة الفاء في خبر المبتدأ مطلقاً{[21872]} .
قوله : { لِعبادَتِهِ } متعلق ب " اصْطَبَرْ " فإن قيل : لِمَ لَمْ يقُلْ : واصطبر على عبادته ، لأنها صلته ، فكان{[21873]} حقه تعديه ب " على " ؟ .
فالجواب : أنَّه ضمن{[21874]} معنى الثبات ، لأنَّ العبادة ذات تكاليف قل من يصبر{[21875]} لها ، فكأنَّه قيل : واثبت لها مصطبرا{[21876]} . واستدلوا بهذه الآية على أنَّ فعل العبد خلق لله -تعالى- ، لأنَّ فعل العبدِ حاصل بين السماوات والأرض ، وهو رب لكل شيء حاصل بينهما{[21877]} .
قوله : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } أدغم الأخوان{[21878]} ، وهشام{[21879]} ، وجماعة لام " هَلْ " في " التاء " {[21880]} .
وأنشدوا{[21881]} على ذلك بيت مُزَاحِم العُقيليّ{[21882]} :
فَذَرْ ذَا{[21883]} ولكِن هَتُّعِينُ مُتَيَّماً *** عَلى ضَوْءِ برْقِ آخِرِ اللَّيْلِ نَاصِبِ{[21884]}
دلَّ ظاهر الآية على أنَّه- تعالى- رتب الأمر{[21885]} بالعبادة والأمر بالمصابرة عليها أنه لا سميّ له{[21886]} ، والأقرب أنه ذكر الاسم وأراد هل تعلم له نظيراً فيما يقتضي العبادة والتي{[21887]} يقتضيها كونه منعماً بأصول ( النعم وفروعها ، وهي خلق الأجسام ، والحياة والعقل ، وغيرها ، فإنه لا يقدر على ذلك{[21888]} ) أحد سواه -سبحانه وتعالى- وإذا كان قد أنعم عليك بغاية الإنعام ، وجب أن تعظمه بغاية التعظيم ، وهي العبادة{[21889]} .
قال ابن عباس : هل تعلم له مثلاً{[21890]} .
وقال الكلبي : ليس{[21891]} له شريك في اسمه{[21892]} . وذلك لأنهم{[21893]} وإن كانوا يطلقون لفظ الإله على الوثن فما أطلقوا لفظ الله -تعالى{[21894]}- على شيء . قال ابن عباس : لا يسمة بالرحمن غيره . وأيضاً : هل تعلم من سمي باسمه على الحق دون الباطل ، لأنَّ التسمية على الباطل كلا تسمية ، لأنها غير معتد بها ، والقول الأول أقرب{[21895]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.