اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ} (66)

قوله : { وَهُوَ الذي أَحْيَاكُمْ } أنشأكم ولم تكونوا شيئاً «ثُمَّ يُميتُكُمْ » عند انقضاء آجالكم «ثُمَّ يُحْييْكُمْ » يوم القيامة للثواب والعقاب { إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ } لنعم الله عزَّ وجلَّ{[31816]} ، وهذا كما يعدد{[31817]} المرء نعمه على ولده ثم يقول : إن الولد لكفور لنعم الوالد زجراً له عن الكفران ، وبعثاً له على الشكر ، فلذلك أورد تعالى ذلك في الكفار ، فبين أنهم دفعوا هذه النعم وكفروا بها وجهلوا خالقها مع وضوح أمرها ونظيره قوله{[31818]} : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشكور }{[31819]} [ سبأ : 13 ] .

قال ابن عباس : الإنسان هنا هو الكافر ، وقال في رواية : هو الأسود بن عبد الأسد{[31820]} وأبو جهل والعاص وأبي بن خلف . والأولى أنه في كل المنكرين{[31821]} .


[31816]:في ب: الله تعالى. انظر البغوي 5/ 609.
[31817]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 23/64.
[31818]:قوله: سقط من ب.
[31819]:[سبأ: 13].
[31820]:في الأصل: الأسود. وهو تحريف.
[31821]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 23/64.