فأجاب الله سؤاله وقال : { عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ{[32795]} } .
قوله : «عَمَّا قَلِيلٍ » في ( ما ) هذه وجهان :
أحدهما : أنّها مزيدة بين الجار والمجرور{[32796]} للتوكيد{[32797]} كما زيدت الباء نحو : «فَبِمَا رَحْمَةٍ »{[32798]} ، وفي من{[32799]} نحو «مِمَّا خَطَايَاهُمْ{[32800]} » .
و «قَلِيلٍ » صفة لزمن محذوف ، أي : عن زمن قليل{[32801]} .
والثاني : أنّها غير زائدة ، بل هي نكرة بمعنى شيء أو زمن ، و «قَلِيلٍ » صفتها{[32802]} ، أو بدل منها{[32803]} {[32804]} ، وهذا الجار فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنّه متعلق بقوله : «لَيُصْبِحُنَّ » ، أي : ليصبحن عن زمن قليل نادمين {[32805]} .
الثاني : أنه متعلق ب «نَادِمِين »{[32806]} ، وهذا على أحد الأقوال في لام القسم ، وذلك أنّ فيها ثلاثة أقوال :
جواز تقديم معمول ما بعدها عليها مطلقاً ، وهو قول الفراء وأبي عبيدة .
والثاني : المنع مطلقاً ، وهو قول جمهور البصريين .
والثالث : التفصيل بين الظرف وعديله وبين غيرهما ، فيجوز للاتساع{[32807]} ويمتنع في غيرهما فلا يجوز في : والله لأضربن زيداً ، زيداً لأضربن لأنه غير ظرف ولا عديله{[32808]} .
والثالث من الأوجه المتقدمة : أنّه متعلق بمحذوف تقديره : عَمّا قَلِيلٍ تنصر حذف لدلالة ما قبله عليه ، وهو قوله : «رَبّ انْصُرْنِي »{[32809]} . وقرئ : «لَتُصْبِحُنَّ » بتاء الخطاب{[32810]} على الالتفات ، أو على أنَّ القول صدر من الرسول لقومه بذلك .
قوله : «عَمَّا قَلِيلٍ » الآية معناه أنه يظهر لهم علامات الهلال فعند ذلك يحصل لهم الحسرة{[32811]} والندامة على ترك القبول{[32812]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.