قوله : أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ الآية . في إعرابها ستة أوجه :
أحدها : أنّ اسم أنّ الأولى مضاف لضمير الخطاب ، حذف وأقيم المضاف إليه مقامه ، والخبر قوله : «إِذَا متُّم » ، و«أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ » تكرير ، لأنَّ الأولى للتأكيد ، والدلالة على المحذوف والمعنى : أنَّ إخراجكم إذا متم وكنتم {[32680]} .
الثاني : أنَّ خبر ( أنَّ ) الأولى هو «مُخْرَجُونَ » ، وهو العامل في «إِذَا » وكررت الثانية توكيداً لمَّا طال الفصل{[32681]} وإليه ذهب الجرمي{[32682]} والمبرد{[32683]} والفراء{[32684]} ، ويدل على كون الثانية توكيداً قراءة عبد الله : { أَيَعِدُكُمْ إِذَا متُّمْ وكُنْتُمْ تُراباً وعِظَاماً أَنَّكُم مُخْرَجُونَ }{[32685]} .
الثالث : أنّ «أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ » مؤول بمصدر مرفوع بفعل محذوف ذلك الفعل المحذوف جواب{[32686]} ( إذا ) الشرطية ، و ( إذا ) الشرطية وجوابها المقدر خبر ل ( أنَّكُم ) الأولى تقديره : يحدث أنكم مخرجون{[32687]} .
الرابع : كالثالث في كونه مرفوعاً بفعل مقدر إلا أنَّ هذا الفعل المقدر{[32688]} خبر ل ( أَنَّ ) الأولى وهو العامل في ( إذا ){[32689]} .
الخامس : أنّ خبر الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه ، فتقديره{[32690]} : أنكم تبعثون ، وهو العامل في الظرف ، و ( أنَّ ) الثانية وما في حيزها بدل من الأولى ، وهذا مذهب سيبويه{[32691]} .
السادس : أن يكون «أَنَّكُمْ{[32692]} مُخْرَجُونَ » مبتدأ وخبره الظرف مقدماً عليه ، والجملة خبر عن ( أَنَّكُمْ ) الأولى ، والتقدير : أيعدكم أنكم إخراجكم كائن أو مستقر وقت موتكم{[32693]} . ولا يجوز أن يكون العامل في «إذَا » «مُخْرَجُونَ » على كل قول لأن ما في حيز ( أنَّ ) لا يعمل فيما قبلها ولا يعمل فيها «متم » ، لأنه مضاف إليه ، و«أَنَّكُمْ »{[32694]} وما في حيزه في محل نصب أو جر بعد حذف الحرف إذ الأصل : أيعدكم بأنكم ويجوز أن لا يقدر حرف جر ، فيكون في محل نصب فقط نحو : وعدت زيداً خيراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.