قوله : «فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ » قال الزمخشري : فإنْ قُلْتَ : حق «أَرْسَلَ » أن يتعدى ب «إلى » كأخواته التي هي : وَجَّهَ ، وأَنْفَذَ وبَعَثَ ، فما له عدي في القرآن ب ( إلى{[32638]} ) تارة وب ( في ) أخرى كقوله : { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ في أُمَّةٍ }{[32639]} [ الرعد : 30 ] { " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ " }{[32640]} {[32641]} [ سبأ : 34 ] . قُلْتُ : لم يعد ب ( في ) كما عُدّي ب ( إلى ) ، ولم يجعل صلة مثله ، ولكن الأمة أو القرية جعلت موضعاً للإرسال ، كقول رؤبة {[32642]} :
أرسلت فيها مصعباً ذا أقحام{[32643]} *** . . .
وقد{[32644]} جاء ( بَعَثَ ) على ذلك ، كقوله تعالى { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً }{[32645]} {[32646]} [ الفرقان : 51 ] .
قوله : { أَنِ اعبدوا الله } يجوز أن تكون المصدرية{[32647]} أي : أرسلناه بأن اعبدوا الله . أي : بقوله اعبدوا ، وأن تكون مفسرة{[32648]} . «أَفَلاَ تَتَّقُونَ » قال بعضهم : هذا الكلام غير موصول بالأول ، وإنما قاله لهم بعد أن كذبوه ، وردّوا عليه بعد إقامة الحجة عليهم فعند ذلك خوفهم بقوله : «أَفَلاَ تَتَّقُون » هذه الطريقة مخالفة العذاب الذي أنذركم به . ويجوز أن يكون موصولاً بالكلام الأول بأن رآهم معرضين عن عبادة الله مشتغلين بعبادة الأوثان ، فدعاهم إلى عبادة الله ، وحذّرهم من العقاب بسبب إقبالهم{[32649]} على عبادة الأوثان {[32650]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.