قوله تعالى : «الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ » الآية .
قال أكثر المفسرين : «الخَبِيثَاتُ » من القول والكلام «لِلْخَبِيثِينَ » من الناس ، «والخَبِيثُونَ » من الناس «لِلْخَبِيثَات » من القول ، «والطيبات » من القول «للطَّيِّبِينَ » من الناس ، «والطَّيِّبُونَ » من الناس «لِلطَّيِّبَاتِ » من القول .
والمعنى : أنَّ الخبيث من القول لا يليق إلا بالخبيث من الناس ، والطيِّب لا يليق إلا بالطيِّب فعائشة - رضي الله عنها - لا يليق بها الخبيثات من القول ، لأنها طيبة ، فيضاف إليها طيبات الكلام من الثناء الحسن وما يليق بها{[34355]} .
وقال الزجاج : معناه{[34356]} : لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال والنساء ، ولا يتكلم بالطيبات إلا الطيب من الرجال والنساء{[34357]} وهذا ذم للذين قذفوا عائشة ، ومدح للذين برّأوها بالطهار .
قال ابن زيد : معناه : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، أمثال عبد الله بن أبيّ والشاكين في الدين ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء{[34358]} ، يريد : عائشة طيبها الله لرسوله الطيب - صلى الله عليه وسلم - «مُبَرءُونَ »{[34359]} يعني : عائشة وصفوان ، ذكرهما بلفظ الجمع كقوله : { فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ }{[34360]} [ النساء : 11 ] أي : أخوان{[34361]} .
وقيل : «أولئك مُبَرَّؤُونَ » يعني : الطيبين والطيبات منزهون مما يقولون{[34362]} .
وقيل : الرَّمْيُ تعلق بالنبي - عليه الصلاة والسلام - وبعائشة وصفوان ، فبرأ{[34363]} الله كل واحد منهم {[34364]} .
وقيل : المراد كل أزواج الرسول برأهن{[34365]} الله تعالى من هذا الإفك{[34366]} ، ثم قال : «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ » يعني : براءة من الله . وقيل : العفو عن الذنوب . والرزق الكريم : الجنة .
قوله : «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ » يجوز أن تكون جملة مستأنفة ، وأن تكون في محل رفع خبراً ثانياً{[34367]} .
ويجوز أن يكون «لَهُمْ » خبر «أولئك » ( و ) {[34368]} «مَغْفِرَةٌ » فاعله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.