قوله تعالى : { أَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ } الآية . «أَرَأَيْتَ » كلمة تصلح للإعلان والسؤال ، وههنا تعجب ممن{[36259]} هذا وصفه ونعته{[36260]} .
وقوله : { مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ } مفعولا الاتخاذ من غير تقديم{[36261]} ولا تأخير ، لاستوائهما في التعريف{[36262]} . وقال الزمخشري : فإن قلت : لم أخر «هَوَاهُ » والأصل قولك : اتخذ الهوى إلهاً . قلت{[36263]} : ما{[36264]} هو إلا تقديم المفعول الثاني على الأول للعناية ( به ) {[36265]} كما تقول : علمت منطلقاً زيداً لفضل عنايتك بالمنطلق{[36266]} .
قال أبو حيان : وادعاء القلب ، يعني : أن التقديم ليس بجيد ، لأنه من ضرائر الأشعار{[36267]} . قال شهاب الدين : قد تقدم فيه ثلاثة مذاهب{[36268]} ، على أن هذا ليس من القلب المذكور في شيء إنما هو تقديم وتأخير فقط{[36269]} .
وقرأ ابنُ هُرمز «إِلاَهَةً هَوَاهُ » على وزن فعالة{[36270]} ، والإِلهة بمعنى المَأْلُوه ، والهاء للمبالغة ك «عَلاَّمَة وَنسَّابة ) . و«إِلاَهَةً » مفعول ثاني قدم لكونه نكرة ولذلك صرف . وقيل : إلاهة هي الشمس ، ورد هذا بأنه{[36271]} كان ينبغي أن يمتنع{[36272]} من الصرف للعلمية والتأنيث . وأجيب بأنها يدخل عليها ( أل ){[36273]} كثيراً فلما نزعت منها صارت نكرة جارية مجرى الأوصاف . ويقال : أُلاهة بضم الهمزة للشمس{[36274]} وقرأ بعض المَدَنيِّين » آلِهَةً هَوَاهُ «جمعُ إله{[36275]} ، وهو أيضاً مفعول مقدم وجمع باعتبار الأنواع ، فقد كان الرجل يعبد آلهة شتى . ومفعول «أَرَأَيْتَ » الأول «مَنْ » والثاني الجملة الاستفهامية{[36276]} .
قال ابن عباس : الهوى إله يعبد{[36277]} . وقال سعيد بن جبير : كان الرجل من المشركين يعبد الحجر ، فإذا رأى حجراً أحسن منه طرح الأول وأخذ الآخر وعبده{[36278]} . { أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } أي : حافظاً تحفظه من اتباع هواه ، أي لست كذلك ، ونظيره : { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } [ الغاشية : 22 ] { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } [ ق : 45 ] { لاَ{[36279]} إِكْرَاهَ فِي الدين }{[36280]} [ البقرة : 256 ] ، قال الكلبي : نسختها آية القتال{[36281]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.