اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ يُحۡشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ سَبِيلٗا} (34)

ثم ذكر مآل المشركين فقال : { الذين يُحْشَرُونَ على وُجُوهِهِمْ } يساقون ويجرُّون إلى جهنم ، روي أنهم يمشون في الآخرة مقلوبين وجوههم{[36095]} على القفا ، وأرجلهم إلى فوق ، وقال عليه السلام{[36096]} : «إنّ الذين أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم »{[36097]} والأول أولى ، لأنه{[36098]} ورد أيضاً .

قوله : «الّذِينَ يُحْشَرُونَ » يجوز رفعه خبر مبتدأ محذوف ، أي : هم الذين{[36099]} ويجوز نصبه على الذم{[36100]} ، ويجوز أن يرتفع بالابتداء وخبره الجملة من قوله { أولئك شَرٌّ مَّكَاناً }{[36101]} ، ويجوز أن يكون «أُولَئِكَ » بدلاً أو بياناً للموصول ، و «شَرٌّ مَكَاناً » خبر الموصول .

قوله : { أولئك شَرٌّ مَّكَاناً } منزلاً ومصيراً من أهل الجنة «وأضل سبيلاً » وأخطأ طريقاً{[36102]} وههنا سؤال كما تقدم في قوله : { أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً }{[36103]} [ الفرقان : 24 ] .


[36095]:في ب: على وجوههم.
[36096]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[36097]:أخرجه البخاري (تفسير) 3/169، مسلم (منافقين) 4/2161، أحمد 2/354، 363.
[36098]:لأنه: سقط من ب.
[36099]:انظر التبيان 2/986، البحر المحيط 6/497.
[36100]:انظر التبيان 2/986.
[36101]:انظر التبيان 2/986، البحر المحيط 6/497.
[36102]:انظر البغوي 6/476.
[36103]:من الآية (24) من السورة نفسها.