قوله تعالى : { وَقَوْمَ نُوحٍ } الآية . يجوز أن يكون «قَوْمَ » منصوباً عطفاً على مفعول «دَمَّرْنَاهم »{[36133]} ، ويجوز أن يكون منصوباً بفعل مضمر قوله : «أَغْرَقْنَاهُمْ »{[36134]} وترجح هذا بتقديم جملة فعلية قبله . هذا إذا قلنا : إن «لما » ظرف زمان{[36135]} ، وأما إذا{[36136]} قلنا إنها حرف وجوب لوجوب فلا يتأتى ذلك ، لأن «أَغْرَقْنَاهُمْ » حينئذ جواب «لما » ، وجوابها لا يفسر{[36137]} ، ويجوز أن يكون منصوباً بفعل مقدر لا على سبيل الاشتغال ، أي : اذكر قوم نوح{[36138]} .
إنما قال : «كذبوا الرسل » إما لأنهم كانوا من البراهمة المنكرين لكل الرسل ، أو{[36139]} لأن تكذيبهم{[36140]} لواحد تكذيب للجميع ، لأن من كذب رسولاً واحداً فقد كذب جميع الرسل{[36141]} .
وقوله «أَغْرَقْنَاهُمْ » . قال الكلبي : أمطرنا عليهم السماء أربعين يوماً ، وأخرج ماء الأرض أيضاً في تلك الأربعين ، فصارت{[36142]} الأرض بحراً واحداً{[36143]} . «وَجَعَلْنَاهُمْ » أي : جعلنا إغراقهم وقصتهم «للناس آية » للظالمين أي : لكل من سلك سبيلهم ، «وأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمينَ » في الآخرة «عَذَاباً أَلِيماً »{[36144]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.