اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا تَعۡبُدُونَ} (70)

قوله : «إذْ قَالَ » العامل في «إِذْ » «نَبأَ »{[37283]} أو «اْتلُ » قاله الحوفي{[37284]} وهذا لا يتأتى إلا على كون «إذْ » مفعولاً به{[37285]} . وقيل : «إذ » بدل من «نبأ » بدا اشتمال ، وهو يؤول إلى أن العامل فيه «اتْلُ » بالتأويل المذكور{[37286]} .

قوله : «وَقَوْمِهِ » الهاء تعود على إبراهيم{[37287]} ، لأنه المحدث عنه .

وقيل : تعود على «أَبِيهِ » لأن أقرب مذكور ، أي : قال لأبيه وقوم أبيه ، ويؤيده { إني أَرَاكَ وَقَوْمَكَ } [ الأنعام : 74 ] حيث أضاف القوم إليه{[37288]} .

قوله «مَا تَعْبُدُونَ » أي : أيّ شيء تعبدون ؟ وهو يعلم أنهم عبدة الأصنام ، ولكنه سألهم ليريهم أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة ، كما تقول ( لتاجر الرقيق ){[37289]} : ما{[37290]} مالك ؟ وأنت تعلم أن{[37291]} ماله الرقيق ، ثم تقول : الرقيق جمال وليس بمال{[37292]} .


[37283]:انظر التبيان 2/996.
[37284]:انظر البحر المحيط 7/22.
[37285]:فهذا إخراج له عن الظرفية ليصح هذا القول.
[37286]:انظر: البحر المحيط 7/22.
[37287]:واستظهره أبو حيان. البحر المحيط 7/22.
[37288]:انظر البحر المحيط 7/22.
[37289]:ما بين القوسين في النسختين: للتاجر. والتصويب من الفخر الرازي.
[37290]:ما: سقط من ب.
[37291]:أن: سقط من الأصل.
[37292]:انظر الفخر الرازي 24/142.