اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (67)

قوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } أي : إن في الذي حدث في البحر آية عجيبة من الآيات العظام الدالة على قدرة الله تعالى ؛ لأن أحداً من البشر لا يقدر عليه وعلى حكمته ، وكون وقوعه مصلحة في الدين والدنيا ، وعلى صدق موسى لكونه معجزة له ، وعلى التحذير عن مخالفة أمر الله ورسوله ، وفيه تسلية للنبي - عليه السلام{[37275]} - لأنه قد يغتم بتكذيب قومه مع ظهور المعجزات عليه ، فنبهه الله تعالى بهذا الذكر على أن له أسوة بموسى وغيره{[37276]} .

ثم قال : { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُؤْمِنِينَ } أي : من أهل مصر . قيل : لم يكن من أهل مصر إلا آسية امرأة فرعون وحزقيل المؤمن ، ومريم بنت ناموشا التي دلت على عظام يوسف - ( عليه السلام{[37277]} ){[37278]}


[37275]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[37276]:انظر الفخر الرازي 24/141.
[37277]:انظر البغوي 6/220.
[37278]:ما بين القوسين في ب: عليه الصلاة والسلام.