اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِي هُوَ يُطۡعِمُنِي وَيَسۡقِينِ} (79)

قوله : { والذي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ }{[37349]} . يجوز أن يكون مبتدأ وخبره محذوف{[37350]} وكذلك ما بعده ، ويجوز أن تكون{[37351]} أوصافاً ل «الَّذِي خَلَقَنِي » ودخول الواو جائز{[37352]} ، وقد تقدم تحقيقه في أول البقرة{[37353]} كقوله :

3911 - إلَى المَلِك القَرْمِ وَابنِ الهُمَامِ *** وَلَيْثِ الكَتِيبَةِ في المُزْدَحَمْ{[37354]}

وأثبت ابن أبي إسحاق - وتروى عن عاصم أيضاً - ياء المتكلم في : «يَسْقِينِ ، ويَشْفِينِ ، ويُحْيِينِ »{[37355]} .

فصل :{[37356]}

المعنى : يرزقني ويغذوني بالطعام والشراب ، ونبه بذكر الطعام والشراب على ما عداهما .


[37349]:في ب: ويسعين.
[37350]:وقدره ابن الأنباري من جنس الأول، أي: فهو يهدين. البيان 2/215، وانظر التبيان 2/997.
[37351]:في الأصل: أن تكونوا.
[37352]:انظر التبيان 2/779.
[37353]:عند قوله تعالى: {والَّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} [البقرة: 4]. انظر اللباب 1/45.
[37354]:البيت من بحر المتقارب مجهول القائل، وهو في معاني القرآن 1/105، 2/58، 246، الكشاف 1/23، الإنصاف 2/469، الخزانة 1/451، 5/107، 6/91. القرم بفتح القاف: السيد. الهمام: الملك العظيم الهمة، السيد الشجاع السخي. الكتيبة: الجيش. المزدحم: محل الازدحام، وأراد به المعركة. والشاهد فيه عطف بعض الصفات على بعض، فقد عطف قوله (وابن الهمام) على (القرم)، ثم عطف عليه (وليث الكتيبة) وذلك جائز، لأن الموصوف بها واحد.
[37355]:القرطبي 13/111، الإتحاف (332-333).
[37356]:فصل: سقط من الأصل.