قوله : [ { فأوحينا إلى موسى أَنِ اضرب بِعَصَاكَ البحر } . لما قال موسى : { إن معي ربي سيهدين } بين تعالى كيف هداه ونجّاه وأهلك أعداءه ، فقال ]{[37253]} : { فأوحينا{[37254]} إلى موسى أَنِ اضرب بِعَصَاكَ البحر فانفلق } ولا بد قبله من جملة محذوفة ، أي : فضرب فانفلق . وزعم ابن عصفور أن المحذوف إنما هو : «ضرب » وفاء : «انفلق » . وأن الفاء الموجودة هي فاء «فَضَرَبَ » فأبقى{[37255]} من كل فعل ما يدلّ على المحذوف ، أبقى الفاء من «فَضَرَبَ » ليدلّ على «ضَرَبَ » وأبقى «انْفَلَقَ » ليدل على الفاء المتصلة به{[37256]} .
قوله : { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ } اختلف القراء في ترقيق راء{[37257]} «فرق » فروي عن ورش الترقيق لأجل القاف{[37258]} . وقرىء : «فِلْق » بلام بدل الراء ، لموافقة «فانفلق »{[37259]} والطود : الجبل العظيم المتطاول في السماء{[37260]} .
قال ابن جريج : لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح والبحر يرمي بموج كالجبال قال يوشع : يا مكلم الله ، أين أمرت ؟ فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ، فقال موسى : هاهنا . فخاض يوشع الماء وجاز البحر ما يواري حافر دابته الماء ، وقال{[37261]} الذي يكتم إيمانه : يا مكلم الله ، أين أمرت ؟ قال : هاهنا . فكبح{[37262]} فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه ، ثم أقحمه البحر فارتسب في الماء ، وصنع القوم مثل ذلك ، فلم يقدروا ، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع ، فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه فانفلق ، فإذا الرجل واقف على فرسه لا يبتلّ سرجه ولا لبده{[37263]} ، وهذا معجز عظيم من وجوه :
أحدها : أن تفرق ذلك الماء معجز{[37264]} .
وثانيها : ثبت في الخبر أنه تعالى أرسل على فرعون وقومه من الرياح والظلمة ما حيرهم ، فاحتبسوا القدر الذي يتكامل معه عدد بني إسرائيل ، وهذا معجز ثالث .
ورابعها : أن جعل الله في تلك الجدران المائية كوى{[37265]} ينظر بعضهم إلى بعض ، وهذا معجز رابع .
وخامسها : أن بقّى الله تعالى تلك المسالك حتى قرب آل فرعون فطمعوا أن يتخلّصوا من البحر كما تخلّص موسى - عليه السلام{[37266]} - فهو معجز خامس{[37267]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.