قوله تعالى{[37391]} : { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بالصالحين } . لما حكى عن إبراهيم عليه السلام{[37392]} - ثناءه على الله – تعالى- ذكر{[37393]} بعد ذلك دعاءه ومسألته ، وذلك تنبيه على أن تقديم الثناء على الدعاء من المهمات{[37394]} . فإن قيل : لِمَ لَمْ يقتصر إبراهيم على الثناء ولا سيما يروى عنه أنه قال : حسبي من سؤالي علمه بحالي ؟ .
فالجواب : أنه عليه السلام{[37395]} إنما ذكر ذلك حين اشتغاله بدعوة الخلق إلى الحق لأنه قال : { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لي إِلاَّ رَبَّ العالمين } [ الشعراء : 77 ] ثم ذكر الثناء ، ثم ذكر الدعاء ، لأن{[37396]} الشارع لا بد له من تعليم الشرع ، فأما حين ( ما ){[37397]} خلا بنفسه ولم يكن غرضه تعلم الشرع اقتصر على قوله : «حسبي من سؤالي علمه بحالي »{[37398]} واعلم أن قوله : { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بالصالحين } أجابه الله تعالى بقوله { وَإِنَّهُ فِي الآخرة لَمِنَ الصالحين }{[37399]} .
والمراد ب «الحكم » : إدراك الحق والعلم ، لأن النبوة كانت حاصلة له ، وتحصيل الحاصل محال ، وهذا قول مقاتل{[37400]} . وقال ابن عباس : معرفة حدود الله وأحكامه .
وقال الكلبي : النبوّة{[37401]} «وَأَلْحِقْنِي بالصَّالِحِينَ » من قبلي من النبيين في المنزلة والدرجة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.