قوله : { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ الله } قرأ العامة بفتح الياء وضم الصاد ، من : صدَّه يصُدُّه ، وقرئ بضم الياء وكسر الصاد ، من : أصده بمعنى صَدَّه ، حكاها أبو زيد عن كلب{[40963]} . قال الشاعر :
4023 - أُنَاسٌ أَصَدُّوا النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَنْهُم *** صُدُودَ السَّوَاقِي عَنْ أُنُوف الحَوَائِمِ{[40964]}
وأصل «يَصُدُّنكَ » «يَصُدُّونَنَّكَ » ، ففعل فيه ما فعل في { لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ }{[40965]} [ هود : 8 ] ، والمعنى لا تلتفت إلى هؤلاء ولا تركن إلى قولهم فيصدوك عن اتباع آيات الله{[40966]} يعني القرآن . { بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ{[40967]} إِلَيْكَ ، وادع إلى رَبِّكَ } أي : إلى دين ربك وإلى معرفته وتوحيده { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين } قال ابن عباس : الخطاب في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به : أهل دينه{[40968]} ، أي : لا تظاهروا الكفار ولا توافقوهم ومثله : { وَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها آخَرَ } وهذا وإن كان واجباً على الكلِّ إلا أنه تعالى خاطبه به خصوصاً لأجل ( التعليم{[40963]} ){[40964]} ، فإن قيل : الرسول كان معلوماً منه أنه لا يفعل شيئاً من ذلك ألبتة ، فما فائدة ذلك النهي ؟ فالجواب : أنَّ الخطاب وإن كان معه لكن المراد غيره ، ويجوز أن يكون المعنى : لا تعتمد على غير الله ولا تتخذ غيره وكيلاً في أمورك ، فإن وثق بغير الله فكأنَّه لم يكمل طريقه في التوحيد{[40965]} ، ثم بيَّن أنه لا إله إلاَّ هو أي : لا نافع ولا ضار ولا معطي ولا مانع إلاَّ هو كقوله : { رَبُّ المشرق والمغرب لاَ إله إِلاَّ هُوَ فاتخذه وَكِيلاً } [ المزمل : 9 ] فلا يجوز اتخاذ إلهٍ سواه{[40966]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.