قوله : { مَن كَانَ يَرْجُو } يجوز أن تكون من شرطية ، وأن تكون موصولة ودخلت الفاء لشبهها بالشرطية .
فإن قيل : المعلق بالشرط عُدِمَ عَندَ عدم الشرط ، فمن لا يرجو لقاء الله لا يكون أجل الله آتياً له ، وهذا باطل ، لأن أجل الله آت لا محالة من غير تقييد بشرط ؟ .
فالجواب : أن قوله : { فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ } ليس بجواب ، بل الجواب محذوف ، أي فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً كما قد صرح به .
وقال ابن الخطيب : المراد من ذكر إتيان الأجل وعد المطيع بما يعده من الثواب أي من كان يرجو لقاء الله فإن أجره لآتٍ بثواب الله ، أي يُثَابُ على طاعته ، ومن لا يرجو لقاء الله آتياً له على وجه الثواب .
قال ابن عباس ومقاتل : من كان يخشى البعث والحساب{[41055]} . والرجاء بمعنى الخوف . وقال سعيد بن جبير{[41056]} : من كان يطمع في ثواب الله فإن أجل الله يعني ما وعد الله من الثواب والعقاب .
وقال مقاتل : يعني أن يوم القيامة لكائن{[41057]} والمعنى : أن من يخشى الله ويأمله فليستعد له ، وليعمل لذلك{[41058]} اليوم ، كقوله { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً } [ الكهف : 110 ] الآية كما تقدم .
{ وهو السميع العليم } ولم يذكر صفة غيرهما ، لأنه سبق القول في قوله : { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا } وسبق القول بقوله : { وهم لا يفتنون } وبقوله : { فليعلمن الله الذين صدقوا } وقوله : { أم حسب الذين يعملون السيئات } ولا شك أن القول يدرك بالسمع والعمل منه ما يدرك بالبصر ، ومنه ما لا يدرك به ، والعلم يشملهما ، فقال : { وَهُوَ السميع العليم } أي يسمع ما قالوه ، ويعلم من صدق فيما قال ، ومن كذب أو عليم بما يعمل فيثيب ويعاقب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.