اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا كُنتَ تَرۡجُوٓاْ أَن يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبُ إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرٗا لِّلۡكَٰفِرِينَ} (86)

قوله{[40957]} : { وَمَا كُنتَ ترجو أَن يلقى إِلَيْكَ الكتاب } أي : يوحى إليك القرآن { إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } قال الفراء هذا استثناء منقطع{[40958]} ، أي : لكن رحمة من ربك فأعطاك القرآن وقيل : متصل . قال الزمخشري : هذا كلام محمول على المعنى ، كأنه قيل : وما ألقي إليك{[40959]} الكتاب إلا رحمة{[40960]} . فيكون استثناء من الأحوال ومن المفعول له{[40961]} ، { فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِلْكَافِرِينَ } أي : معيناً لهم على دينهم ، قال مقاتل : وذلك حين دعي إلى دين آبائه فذكره الله نعمه ونهاه عن مظاهرتهم على ما هم عليه{[40962]} .


[40957]:في ب: قوله تعالى.
[40958]:معاني القرآن 2/313، وقال الأخفش: (استثناء خارج من أول الكلام في معنى لكن) المعاني 2/655.
[40959]:في الكشاف: عليك.
[40960]:الكشاف 3/181.
[40961]:انظر البحر المحيط 7/137.
[40962]:انظر البغوي 6/372.