قوله : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } من جعل شيئاً يطلق{[40973]} على الباري تعالى - وهو الصحيح - قال : هذا استثناء متصل ، والمراد بالوجه الذات ، وإنَّما جرى على عادة العرب في التعبير بالأشرف عن الجملة{[40974]} ، ومن لم يطلق عليه جعله متصلاً أيضاً ، وجعل الوجه ما عمل لأجله أو الجاه الذي بين الناس ، أو يجعله منقطعاً أي : لكن هو تعالى لم يهلك{[40975]} .
استدلت المعتزلة على أن الجنة والنار غير مخلوقتين بأنَّ هذه الآية تقتضي فناء الكل ، فلو كانتا مخلوقتين لكان هذا يناقض قوله تعالى في صفة الجنة { أُكُلُهَا دَائِمٌ } [ الرعد : 35 ] ، والجواب : هذا معارض بقوله تعالى ( في صفة الجنة ){[40976]} { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران : 133 ] وفي صفة النار : { وَقُودُهَا الناس والحجارة أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [ البقرة : 24 ] ثم إما أن يحمل قوله : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ } على الأكثر كقوله : { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } [ النمل : 24 ] أو يحمل على الفناء القليل كقوله : { أُكُلُهَا دَائِمٌ } [ الرعد : 35 ] على أن فناءها لما كان قليلاً بالنسبة إلى زمان بقائها لا جرم أطلق لفظ الدوام عليها{[40977]} .
قوله : «وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ » أي{[40978]} : في الآخرة ، والعامة على بنائه للمفعول ، وعيسى على بنائه للفاعل{[40979]} .
روى الثعالبي في تفسيره عن أُبَيِّ بن كعب قال : «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من قَرَأَ طسم القصص لم يبق في السموات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنَّه كان مصدِّقًا أن كلَّ شيءٍ هالكٌ إلاَّ وجهه له الحكم وإليه ترجعون »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.