{ ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين } لقد جاءك الحق من ربك ، فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ ! أليسوا قد اقترحوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بقرآن غير الذي بين يديه ؟ ! وقالوا : ) . . ائت بقرآن غير هذا أو بدله . . ( {[3137]} فألهمه الله تعالى حجته ، وأنزل عليه : ) . . قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي . . )أليسوا قد عرضوا عليه أن يكف عن سب آلهتهم ويكفوا عن سب إلهه ؟ ! فجاءه وحي ربه : )قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون . ولا أنتم عابدون ما أعبد . ولا أنا عابد ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين )ألم يقترحوا أن يسكت عن تلاوة الآيات التي تسفه عقول المشركين وتبطل ضلالهم ؟ ! فتكون بذلك مهادنة لهم ، ولربما يخطر في البال أن يكون الإمهال مما يطمع في هدى بعد ضلال ؟ ! فتأتيه الآيات الكريمة تترى )وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا . ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا( {[3138]} ومن قبلها يعلمه ربه : )وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا . وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا( {[3139]} فهو لا يزيد الظالمين إلا خسارا ، بينما يهدي ويعظ ويشفي قلب من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فادع إلى الله وليدع من اتبعك على هدى وبصيرة ، فلعل العليم الخبير يهدي بها ذرية هؤلاء المشركين ، وبحسبكم أن تظلوا قرآنيين ، وعلى الحق تنادون ) . . معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون( {[3140]} وما يرضى عنكم المشركون والكتابيون حتى تتبعوا ملتهم فاحذروا كيدهم ) . . قاتلهم الله أنى يؤفكون( {[3141]} وإذا كان هذا بلاغ الله العظيم إلى نبيه وهو إمام المتقين ، فهل يرضى الملك القدوس المهيمن من بعض من ينتسبون إلى الإسلام أن يساوموا على ميثاق رب العالمين ؟ ! حاشا ! فقد أعذر الله تعالى إلى الناس وأنذرهم ونادى المؤمنين وحذرهم : ) . . لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء . . ( {[3142]} ) . . لا تتولوا قوما غضب الله عليهم . . ( {[3143]} ) . . إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين( {[3144]} ) . . إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين( {[3145]} ) . . ومن يتولهم منكم فإنه منهم . . ( {[3146]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.