فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بَعۡدَ إِذۡ أُنزِلَتۡ إِلَيۡكَۖ وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (87)

{ ولا يصدك } قرئ من{[1351]} صده يصده ، ومن أصده بمعنى صده والمعنى لا يمنعك يا محمد الكافرون ، وأقوالهم ، وكذبهم ، وأذاهم { عن آيات الله } أي : عن تلاوتها ، والعمل بها وتبليغها { بعد إذ أنزلت إليك } أي بعد إذ أنزلها الله إليك وفرضت عليك .

{ وادع } الناس { إلى ربك } أي : إلى الله وإلى توحيده ، والعمل بفرائضه واجتناب معاصيه { ولا تكونن من المشركين } بإعانتهم ، وفيه تعريض بغيره ، كما تقدم لأنه صلى الله عليه وسلم لا يكون منهم بحال من الأحوال وكذلك قوله :{ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 88 ) }


[1351]:القراءة الأولى هي قراءة الجمهور أما القراءة الأخرى فهي بضم المثناة التحتية وكسر الصاد المهملة. المطيعي.